قصة أنبوب المياه
كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك
اثنان طموحان من أبناء
العم يدعيان بابلو و برونو، يعيشان جنباً
الى جنب في قرية ايطالية صغيرة.
و قد كانا صديقين حميمين ذوو أحلام كبيرة.
كانا يتكلمان باستمرار كيف سيصبحان يوماً
ما- بطريقة ما- أغنى
رجلين في القرية. كان كلاهما ذكياً و مجداً
في العمل. كل ما كانا
بحاجته هو فرصةٌ مواتية. و قد حانت هذه
الفرصة يوماً ما.
قرر أهل القرية تعيين رجلين لنقل الماء من
نهر مجاور إلى خزان
في ساحة القرية. ربح بابلو و برونو هذه
الفرصة.
حمل كلٌ منهما دلوين و توجها إلى النهر. و
مع نهاية اليوم استطاعا
ملء الخزان إلى حافته. دفع لهم كبار القرية
بنساً واحداً مقابل كل
دلو.
"ها هي أحلامنا تتحقق" صرخ
برونو، "لا أصدق كم نحن محظوظان."
و لكن بابلو لم يكن متأكداً من ذلك، ظهره
كان يؤلمه و يداه تقرحتا
من حمل الدلاء الثقيلة. لقد كان قلقاً من
الاستيقاظ و الذهاب إلى
العمل في الصباح التالي. و بدأ يفكر
بطريقةٍ أفضل لنقل الماء من
النهر إلى القرية.
بابلو رجل الأنابيب
في الصباح التالي و بينما كانا حاملين
الدلاء و متوجهين إلى النهر
قال بابلو: برونو، لدي خطة. دعنا نبني
أنبوباً للمياه من النهر إلى
القرية بدلاً من حمل الدلاء الثقيلة ذهاباً
و إياباً مقابل القليل من المال.
توقف برونو فجأةً بلا حراك.
"أنبوب مياه!! من سمع بهذا الشيء من
قبل؟" صرخ برونو. "لدينا
عملٌ رائعٌ يا بابلو، أستطيع أن أحمل 100
دلوٍ في اليوم. أي دولاراً
كل يوم! أنا غني!!
مع نهاية الأسبوع، أستطيع شراء حذاءٍ جديد.
مع نهاية الشهر، أستطيع شراء بقرة.
مع نهاية ستة أشهر، أستطيع شراء سكنٍ جديدٍ
لي.
لدينا أفضل عمل في المنطقة، نهاية الأسبوع
عطلة لنا، و إجازة
مأجورة أسبوعان في السنة. لقد بدأنا حياتنا
للتو. اغرب عن وجهي
أنت و أفكارك."
و لكن لم يكن بابلو ليستسلم بسهولة. فقد
شرح بالتفصيل خطة أنبوب
المياه لصديقه المقرب. قرر أن يعمل لجزء من
اليوم في حمل الدلاء
ويستغل الجزء الآخر بالإضافة إلى العطل
الأسبوعية في بناء أنبوب
المياه.
لقد كان يعلم مسبقاً أن حفر خندق في التربة
الصلبة سيكون عملاً
شاقاً. ولأنه كان يتلقى أجراً مقابل حمل
الدلاء فقط فقد علم أن دخله
سيتناقص. بعكس عمله في حفر الأنبوب الذي
أدرك أنه يمكن أن
يأخذ من وقته سنةً أو سنتين قبل أن يدر
عليه الأرباح. لكن بابلو كان
مؤمناً بحلمه وباشر العمل فوراً.
بدأ برونو وباقي القرويين بالسخرية من
بابلو، ولقبوه ب"بابلو رجل
الأنابيب". وبرونو- الذي كان دخله
تقريباً ضعف دخل بابلو- كان
يتباهى بمشترياته الجديدة: فقد اشترى
حماراً مجهزاً بسراج جلدي
جديد، يتركه بجانب منزله الجديد ذو
الطابقين. كما اشترى ملابس
مبهرجة و تناول الوجبات الفاخرة في الحانة.
أصبح القرويون
ينادونه ب"السيد برونو" ويبتهجون
عندما يشتري لهم الشراب
ويضحكون عالياً على نكاته.
الأعمال الصغيرة تؤدي إلى
نتائج كبيرة
بينما استغرق برونو باللهو في فترات المساء
وعطل نهاية الأسبوع،
استمر بابلو بحفر أنبوبه. خلال الأشهر
القليلة الأولى لم يكن لدى
بابلو الكثير من النتائج الملموسة على جهوده،
فقد كان عمله شاقاً
حتى أنه أصعب من عمل برونو لأنه كان يعمل خلال
فترات المساء
بالإضافة إلى العطل الأسبوعية أيضاً.
لكن بابلو استمر بتذكير نفسه أن أحلام الغد
مبنيةٌ على تضحيات
اليوم. وهكذا ظل يحفر يوماً بعد يوم، إنشاً
بعد إنش.
ومع مرور الأيام، تحولت الإنشات إلى قدم
واحدة.... ثم إلى عشرة
أقدام .... ثم إلى عشرين... ثم إلى مئة
قدم.
و عندما دخل منزله بعد يوم متعب آخر من
العمل الشاق، قال في
نفسه "إن الألم القصير الأمد يؤدي إلى
ربح طويل الأمد....مع الوقت
سوف يعلو مردودي على جهودي".
كما استمر يقول في نفسه عندما انساق للنوم
مع أصوات الضحك
القادمة من حانة القرية "ثبت عينيك
على الجائزة".
انقلاب الأدوار
تحولت الأيام إلى شهور. أدرك بابلو يوماً
ما أنه قد اجتاز نصف
المسافة في طريقه لإكمال أنبوب المياه، مما
يعني أنه لم يكن عليه
سوى نصف الوقت الآخر لاجتيازه في حمل
الدلاء!
استخدم بابلو الوقت الإضافي لإكمال مشروعه.
خلال فترة استراحته، شاهد بابلو صديقه
القديم برونو يحمل الدلاء.
كانت أكتاف برونو منحنية أكثر مما كانت
عليه في يوم من الأيام.
كان يتأوه من الألم، كما أن خطواته أصبحت
أبطأ من ذي قبل بسبب
العمل المجهد الممل يومياً.
كان برونو غاضباً ومتجهماً، يحتقر حقيقة
أنه تحتم عليه حمل الدلاء،
يوماً بعد يوم، لبقية أيام حياته.
وهكذا بدأ بقضاء وقت أقل في عمله، ووقت
أكثر في الحانة.
عندما يرون برونو قادماً، كان زبائن الحانة
يهمسون "ها هو ذا
برونو رجل الدلاء"، ويقهقهون عندما
يسخر السكارى من ظهره
المنحني ومشيته المترنحة. لم يعد برونو
يشتري الشراب للزبائن أو
يقول النكات بعد الآن، بل يفضل الجلوس
وحيداً في زاوية مظلمة
محاطاً بزجاجات فارغة.
وأخيراً جاء اليوم الموعود ل بابلو، فقد
اكتمل أنبوب المياه!
احتشد القرويون حول المياه المتدفقة من الأنبوب
إلى خزان القرية!
والآن بما أنه أصبح للقرية مخزون ثابت من
المياه النقية، فقد انتقل
السكان من المناطق المجاورة إليها وعم
الازدهار فيها.
في اللحظة التي اكتمل فيها بناء الأنبوب، لم
يعد بابلو بحاجة إلى
حمل الدلاء بعد الآن. فالمياه كانت تتدفق
سواءً عمل أم لم يعمل.
كانت تتدفق أثناء طعامه، أو نومه. كانت
تتدفق خلال العطل
الأسبوعية بينما هو يلعب.
كلما تدفقت المياه إلى القرية أكثر، كلما
تدفقت الأموال إلى جيوب
بابلو أكثر!
أصبح بابلو رجل الأنابيب معروفاً ب بابلو
صانع المعجزة. لكن بابلو
كان يعلم أن ما فعله لم يكن معجزة. لكنها
كانت فقط الخطوة الأولى
من حلم أكبر بكثير. مثلما نرى، فقد كان لدى
بابلو أفكاراً أكبر، فقد
وضع
خططاً لبناء أنابيب مياه حول العالم بأكمله!
توظيف صديقه للمساعدة
أدى بناء الأنبوب إلى توقف برونو رجل
الدلاء عن العمل، وقد آلم
بابلو أن يرى صديقه القديم يتوسل لكي يشرب
في الحانة. لذلك،
رتب بابلو للقاءٍ مع صديقه القديم.
"لقد
أتيت لطلب مساعدتك يا برونو" رفع برونو كتفيه المنحنيتين و
نظر باستخفاف ثم قال: "لا تسخر
مني"
أجابه بابلو: لم آت إلى هنا للسخرية، بل
لأعرض عليك فرصة عمل
رائعة. لقد استغرق أنبوب المياه مني
لإنجازه سنتين. و لكنني تعلمت
الكثير خلال هاتين السنتين. الان أعرف
الأدوات المطلوبة، أين يجب
أن أحفر، أين أضع الأنبوب. لقد سجلت
ملاحظاتي خلال العمل و
لدي الان نظام يساعدني ببناء أنبوب مياه
آخر في وقت أقل...ثم
أنبوب آخر ....ثم آخر.
أستطيع بناء أنبوب مياه لوحدي خلال سنة، و
لكن ما أخطط له هو
تعليمك كيفية بناء أنبوب مياه، ثم تقوم أنت
بتعليم الآخرين كيفية بناءه
و هم بدورهم يعلمون آخرين و هكذا...
تخيل فقط لو أننا نأخذ نسبة على كل غالون
من الماء يمر عبر هذه
الأنابيب.
أخيراً تمكن برونو من رؤية الصورة الحقيقية
للعمل. تصافحا و
تعانقا كالأيام الخوالي.
أحلام أنبوب المياه في عالم
حاملي الدلاء:
سنوات مرت، أنابيب المياه التي شيدوها حول
العالم درت ملايين
الدولارات إلى حساباتهم في البنوك. في
رحلاتهم عبر الحقول و
القرى مر بابلو و برونو ببعض القرويين
اللذين يحملون الدلاء.
يقف الصديقان بمحاذاتهم ليخبروهم بقصتهما و
يعرضان عليهم
المساعدة ليبنوا أنبوب مياه خاص بهم.
و لكن للأسف معظم حاملي الدلاء كانوا
يتجاهلون هذه النظرية
الرائعة بسرعة.
"ليس لدي وقت"
"أخبرني صديقي أن الصديق المفضل لـ عم
صديقه حاول بناء
أنبوب مياه و فشل"
"فقط الناس التي بدأت في البداية تجني
المال من أنبوب المياه"
"لقد حملت الدلاء طيلة حياتي و سوف
أستمر بفعل ما تعلمت فعله"
"أعرف أناساً خسروا المال في تنفيذ
مخططات أنابيب المياه"
لقد صمم الرجلان أنفسهما على حقيقة أنهما
يعيشان في عالم مملوء
بـ عقلية حاملي الدلاء... القليل من الناس
ستتمكن من إدراك الرؤيا.
(عقلية أنبوب المياه).....
نهاية القصة...
نحن نعيش في عالم حاملي
الدلاء:
أنت ماذا تفعل؟ تحمل الدلو....أم تبني
أنبوب مياه؟
هل تجني المال فقط عندما تذهب للعمل مثل
برونو حامل الدلو؟
أم تقوم بعملك مرةً واحدة و تجني المال
مرةً بعد مرة، مراراً و
تكراراً مثل بابلو باني أنبوب المياه؟
إذا كنت كمعظم الناس، فأنت تعمل بخطة حمل
الدلو.. مصيدة الوقت
مقابل المال.
المشكلة في حمل الدلاء أن المال يتوقف
عندما تتوقف عن حمل
الدلاء. مما يعني أن مفهوم "العمل
الآمن" أو "العمل
الحلم" هو وهم.
الخطر الكامن في حمل الدلاء أن الدخل مؤقت
بدلاً من أن يكون
مستمراً.
إذا استيقظ برونو صباح أحد الأيام و لديه
ألم شديدٌ في الظهر، و لم
يستطع النهوض من الفراش. كم سيجني من المال
في ذلك اليوم؟ لا
شيء!! لا عمل لا مال!!
نفس الشيء ينطبق على أي عمل تقليدي بنفس
المبدأ. عندما يتوقف
حامل الدلاء عن حمل الدلاء لأي سبب كان،
سوف يتوقف دخله.
(أي عندما يتوقف عن العمل، يتوقف المال)
قصة من الحياة الواقعية:
طبيبة الأسنان السابقة الخاصة بي كانت أفضل طبيب أسنان عرفته،
فقد كانت محترفةً ومتميزةً بشخصيتها و
فنانةً فيما تفعل. كل زيارةٍ
كانت عملياً جلسةَ تخليصٍ من الألم. أحبت
عملها ووضعت ساعات
عملٍ خاصةٍ بها: فقد كانت تفتح فقط ثلاثة
أيام في الأسبوع، وبهذا
الشكل تستطيع أن تقضي ثلاثة أيام كعطل مع
عائلتها.
لقد كانت تجني أكثر من 100,000$ سنوياً،
ثلاثة أيام في الأسبوع،
بعملٍ كانت تحبه. لقد كان هذا العمل يمثل
حلم أي حامل دلاء إن كان
هناك واحدٌ فعلاً!!
كانت هناك مشكلة واحدة، فقبل سن الأربعين
أصيبت يداها بالتهاب
مفاصل، ولم تستطع العمل بعد الآن. اليوم،
هي تدرس في جامعة
بدخلٍ يساوي ثلث ما كانت تكسبه عندما كانت
تعمل طبيبة أسنان.
ليس هناك عمل حامل دلاء "آمن"
مهما كان يبدو العمل رائعاً.
إن المشكلة بمصيدة الوقت- مقابل- المال أنه
إن لم تستطع أن تتاجر
بالوقت بعد الآن، فلن تستطيع جني المال
أيضاً!
إن معظم الناس يخطئون باختيار حمل الدلاء
بدل بناء أنبوب المياه.
فنحن نلاحظ أن 99% من الناس في العالم
يحملون الدلاء، وهكذا
نفترض أن حمل الدلاء هو الطريقة المثلى
لنحصل على ما نبتغيه في
حياتنا.
إننا ننشأ محاطين بحاملي الدلاء، لذلك
نستنتج أنها الطريقة الوحيدة
السائدة للعمل في العالم بأكمله. وهذا
يذكرني بلاصقة كبيرة قد رأيتها
مؤخراً تقول : 100,000 من الناس لا يمكن أن
يكونوا مخطئين!
وهكذا، فالناس تفكر بنفس الطريقة حول حاملي
الدلاء...100,000
من حاملي الدلاء لا يمكن أن يكونوا مخطئين.
ولكن بلى!! يمكن أن
يخطئوا!!دعونا نواجه الحقيقة، هناك حاملو
دلاء في هذا العالم أكثر
بكثير من بنائي أنابيب المياه.
لماذا؟
لأن حمل الدلاء هو النموذج الذي اتبعه
آباؤنا و علمونا إياه لنتبعه.
يخبرك نموذج حمل الدلو أن ما عليك فعله
لتتقدم إلى النجاح:
"اذهب إلى المدرسة و تعلم كيف تحمل
الدلو"
"اعمل بجد أكبر"
ربح الحق في الحصول على دلو
أكبر( الترقية):
استقل من "شركة حمل الدلاء A " من أجل العمل مع "شركة حمل
الدلاء B "التي ستسمح لك بحمل دلاء أكبر.
اعمل لساعات أطول لكي تحمل دلاءً أكثر.
ضع أولادك في جامعة تعلمهم حمل الدلاء.
اعمل بجد أكبر لتترقى من حمل الدلاء
المعدنية...إلى حمل الدلاء
البلاستيكية....إلى حمل الدلاء
الالكترونية..
احلم بذلك اليوم الذي تستطيع التقاعد فيه
من حمل الدلاء الثقيلة بعد 30-40 سنة حتى ذلك الحين استمر بحمل تلك
الدلاء.......أو
سيتحقق حلمك عندما تربح الجائزة الكبرى في
اليانصيب!!!
(الغريب أن 14-15 مليون شخص يتنافسون على
هذه الفرصة،
ولكن جميع حاملي الدلاء يعتقدون أنها ستكون
من نصيبهم!! يا
للعجب!!....لذا حتى ذلك الحين استمر بحمل
تلك الدلاء)
على ماذا يحصل حاملو الدلاء مقابل جهودهم؟
بشكل مفاجئ قليلاً ووفقاً لدراسة أجرتها مجلة " ماذا
يربح الناس"،
فإن معدل ربح العامل في أمريكا هو 28,500
دولار في السنة،
يخصم منها حوالي 20% ضرائب، المتبقي هو
22500 دولار
للمصاريف المنزلية.
لنواجه الحقيقة، ذلك الدخل غير كاف لمعظم
الناس للعيش.
ماذا يفعل حاملو الدلاء عندما يحتاجون
المزيد من المال؟
لأن لديهم عقلية حمل الدلاء سيأتون بحل
مبنيٍ على حمل الدلاء....
إذا أردت المزيد من المال عليك حمل المزيد
من الدلاء!!!
"سوف أحصل على عملٍ ثانٍ أحمل فيه الدلاء
بعد الظهر و في أيام
العطل" قرر حامل الدلو
"الأب"
"سوف أعود إلى وظيفة حمل الدلاء التي
عملتها قبل ولادة أطفالي "قالت حاملة الدلو "الأم"
"الأطفال يستطيعون الحصول على وظيفة
لحمل الدلاء بعد المدرسة
و في الصيف" قال كلاهما
و ما هي النتيجة؟
اليوم، معدل ساعات العمل في أمريكا
الشمالية هي الأطول في
العالم، حتى أنها أطول من ساعات عمل
اليابانيين المهووسين
بالعمل.
هل خطة احمل دلاءً أكثر لتربح مالاً أكثر تنجح؟
لا و هذه هي الحقائق:
ديون المستهلكين في ازدياد مستمر.
العائلة متوسطة الدخل لديها 95 سنت مصاريف
و ديون من كل
دولار تكسبه.
عدد النساء العاملات لدعم أسرهن تضاعف أكثر
من مرتين عما كان
عليه قبل عشرين سنة.
المزيد من الناس يقومون برهن أثمن
ممتلكاتهم وبيوتهم أكثر من مرة
لسداد الفواتير.
حسناً....ما الخطأ في هذه الصورة؟
إنه وهم حمل دلاء أكبر. يقنع حاملو الدلاء
أنفسهم أن كل شيء
سيكون على ما يرام إذا استطاعوا فقط حمل
دلاء أكبر.
يتساءل حاملو الدلاء دوماً ماذا يجني غيرهم
من حاملي الدلاء.
صحيح أن دلو الطبيب (دخله) أ كبر بكثير من دلو الطباخ....أكبر
بحوالي عشر مرات. ولكن ذلك لا يعني أن
الطبيب مستقل مالياً. هو
فقط معتمد على عمل حمل الدلاء مثله مثل
الطباخ تماماً.
لماذا؟
هم ينفقون مالاً أكثر! في الواقع إن
الأطباء و المحامين الذين يجنون
أموالاً كبيرة ينفقون معظمها لتحسين أسلوب
حياتهم و شكلها
الخارجي
1-
العامل العادي يقتني سيارة مستعملة بـ5000 دولار، بينما يقتني
2-
الطبيب سيارة لكزس بـ45000 دولار
2-العامل العادي يرسل أولاده إلى المدارس
الحكومية المجانية، بينما
يرسلهم الطبيب إلى مدارس خاصة و هكذا
دواليك.
ينفق الطبيب من دخله نفس النسبة التي
ينفقها باقي العمال من
مختلف المهن(حاملي الدلاء)، جميعهم يعيشون
و يعتمدون على
الراتب الشهري. إذا لم تصدق ذلك تحقق من
سجلات المفلسين في
البنوك، ستجد جميع العمال من مختلف المهن
التقليدية(حاملي الدلاء)
مصير جميع الدلاء إلى الجفاف
جميع الدلاء تجفُ مهما كانت كبيرة. في
المقابل، فإن الأنابيب تعتبر
ذاتية الاستمرار(دائمة الجريان)، لكنها
تتطلب التضحيات. لا تبنى
الأنابيب من تلقاء نفسها. يجب أن تكون
مستعداً لبذل الوقت و الجهد
لبنائها.
دلوٌ أكبر لن يحل المشكلة.
لماذا؟
احمل أكبر دلوٍ تستطيع حمله، و لكن بنفس
الوقت ابنِ انبوب مياه.
لأنه طالما كنت معتمداً على حمل الدلاء
فأنت مجبرٌ على الذهاب إلى
العمل لتجني المال، و مهما كان دلوك كبيراً
فإنه سيجف....
إن العديد من الأشخاص اقتربوا من حافة
الغنى ثم تراجعوا إلى حافة
الإفلاس. و كمثال على ذلك شخصٌ كان له دلوٌ
ضخم و الآن لا
يملك شيئاً!!
هذا الشخص اسمه: دارييل ستروبيري لاعب
محترف في البيسبول،
موهوبٌ جداً و كاد أن يصبح أسطورة..
صنع هذا اللاعب ثروةً في مهنته....2-5
مليون دولار في السنة من
عقده مع نادي البيسبول، إضافةً إلى 2 مليون
من الملحقات، التواقيع،
الخطابات....إلخ
وصلت ثروته إلى 50-100 مليون قبل عيد
ميلاده الأربعين!
شخص كهذا عليه أن يستمتع بحياته فحسب أليس
كذلك؟ لاااا!!
تبعاً لتقرير صحيفة
محلية، "ليس لدى ستروبيري دخلٌ ولا
مدخراتٌ تكفي زوجته
الحالية وأولاده الثلاثة.
ما الذي حصل؟
لقد كان كل شيء لدى
ستروبيري غالي الثمن...... بما في ذلك
المخدرات والكحول. لم
يبنٍ ستروبيري أنبوب مياه.......لأنه كان
يعتقد أن لديه
أموالاً ستكفيه للأبد مهما حدث.
لا يستطيع لعب
البيسبول بعد الآن بسبب إدمانه للكحول. لن يسمح له
باللعب مرةً ثانيةً
أبداً....إنه مفلس!!
حان دورك لتختار
ما هي أفضل خطة بالنسبة إليك؟ تذكر هذا:
معظم أصدقائك
وجيرانك لن يتفهموا! فقد تم تعليمهم على
حمل الدلاء.
الوقت يجعل الجميع متساويين
في المهن
لا يهم إذا كنت تكسب الكثير من المال أو
القليل منه........لأننا
جميعنا نملك الوقت نفسه في كل يوم: 24
ساعة. لا يهم إن كنت
طبيباً أو محامياً أو طباخاً......لأن
المسألة تتعلق بالوقت الذي
يقتضيه بناء أنبوب مياه. نعم سوف تحتاج إلى أدوات، لكنها ستكلف
نسبياً قليلاً جداً من المال. لذا، فالجميع
لديه فرصةٌ متساويةٌ فيما
يتعلق ببناء الأنبوب!
التوقيت
يؤجل بعض الناس بناء أنبوبهم لأن
"الوقت الحالي ليس وقتاً مناسباً
لي". دعني أقل لك: إن الوقت الحالي هو
وقتٌ سيءٌ لأي كان!!
كلنا
نعاني من الضغط، كلنا مشغولون، كلنا نخمد نيران الظروف
الحارقة
ونتعامل مع الحالات الطارئة غير المتوقعة. هناك كلمةٌ
تصف هذه
الأوقات السيئة:
إنها تسمى الحياة!
بعض
الناس يضيعون حياتهم و هم ينتظرون "الوقت المناسب" لفعل
هذا وهذا
وهذا.....حسناً، إن لم تكن تعرف، فهم سيموتون وهم
ينتظرونه
لأنه ما من وقتٍ مناسبٍ لفعل أي شيء.
إذا
أخبرك أحدهم أنه سيعطيك 1 مليونَ دولار إذا جلست في زاويةٍ
ونسجت
لمدة ساعتين كل يومٍ على مدار سنةٍ كاملة، فأنت عندئذ
ستجد
الوقت أليس كذلك؟ عندئذ لن يهمك إذا ما كسر ابنك
ذراعه.....إذا
لم يعمل محرك سيارتك.....إذا مرضت القطة.
فأنت
ستجد الوقت مهما كلف الأمر لئلا تخسر المليون دولار.
ما لم تكن الأحوال سيئة، فلا داعي لبذل الجهد
يسألني
الناس غالباً لم عليهم بذل الوقت و الجهد لبناء الأنابيب فيما
أمورهم
ليست سيئة كثيراً في الوقت الحالي. يقولون أنهم يستحقون
الاسترخاء
والاستلقاء ومشاهدة التلفاز بعد أيام متعبة من العمل.
لدينا
القليل في البنك... والأطفال جيدون في المدرسة....لا حاجة
"لإثارة
المشاكل عبر تغيير نظام حياتنا"
ليس هناك
وقتٌ أفضل لبناء أنبوب مياهك أكثر من الأوقات التي
تسير
فيها الأمور على ما يرام!!
فكرةٌ أخيرة
كان هناك
رجلٌ في الطابق الثلاثين لفندق فخم يطل على الحديقة
الرئيسية
في منهاتن. فتح الستائر......ثم فتح النافذة ليستمتع بالمنظر
من
خلالها. في اللحظة التي مال فيها إلى الخارج ، ذهل عندما رأى
شخصاً
يسقط خلف نافذته.
سأل
الرجلَ الساقطَ "كيف حالك؟"
فجاءه
الرد "بخيرٍ حتى الآن،"
والعبرة
هي أن هناك الكثير من حاملي الدلاء في هذا العالم الذين
يعتقدون
أنهم "يبلون حسناً". لكنهم لا يستطيعون البقاء في حالة
السقوط
الحر إلى الأبد. عاجلاً أو آجلاً سوف يرتطمون بالأرض.
و
بالنسبة لحاملي الدلاء فالمسألة هي......لا تذهب أو لا تستطيع
الذهاب
إلى العمل.....ولن تقبض المزيد من الأجور!!
تعليقات
إرسال تعليق